أبونا أغناطيوس أنبا بيشوي: الاختيار الثالث
+ على شاطئ البحر ... . حين سمع شعب إسرائيل بخروج جيش فرعون خلفهم ، لم يخطر على بالهم سوى احتمالان ... . إما أن يقتلهم المصريون ، أو يستعبدونهم إلى مصر مرة أخرى ... . لكنهم فوجئوا بخيار ثالث ، هو شق البحر الأحمر إلى نصفين ليعبروا منه !
+ حين عاد الابن الضال وقد أحزن قلب والده وبدَّد نصف ثروته ، كان يتوقع ردَ فعلٍ من إثنين ... . إما أن يطرده والده ، أو فى أفضل الأحوال يَقبَله كأجير ... . لكنه فوجئ به يعيد إليه مكانته فيُلبِسه الحُلَّة الأولى ... . ويمنحه ثقته بوضع الخاتم فى أصبعه ... . وحتى على المستوى المادي لم يبخل عليه بالعجل المُسَمَّن !
+ حين رأى التلاميذ المولود أعمى ، خيَّروا المسيح بين إجابتين : «مَنْ أَخْطَأَ: هذَا أَمْ أَبَوَاهُ حَتَّى وُلِدَ أَعْمَى؟» ... .لكنه أضاف إليهم إجابة ثالثة جديدة على أذهانهم هى : "لاَ هذَا أَخْطَأَ وَلاَ أَبَوَاهُ ... . لكِنْ لِتَظْهَرَ أَعْمَالُ اللهِ فِيهِ ! يَنْبَغِي أَنْ أَعْمَلَ أَعْمَالَ الَّذِي أَرْسَلَنِي مَا دَامَ نَهَارٌ.
+ حين تأخر الوقت وجاعت الجموع ، وضع التلاميذ أمام المسيح خيارين ... . إما أن يصرف الجمع "لِيَذْهَبُوا وَيَجِدُوا طَعَامًا" ، أو "لنَذْهَبَ وَنَبْتَاعَ طَعَامًا لِهذَا الشَّعْبِ كُلِّهِ" ... . لم يذهب هؤلاء ولا أولئك ... . فقد قدَّم لهم المسيح حلاً ثالثاً ... . إذ أطعم الجميع من الخمسة خبزات والسمكتين حتى "أَكَلُوا وَشَبِعُوا جَمِيعًا" !
+ حين مرض لعازر سيطرت على مريم ومرثا فكرتان وحيدتان ... . إما أن يأتى المسيح "الآن" ليشفيه ، أو سيموت لعازر ليقوم فى الحياة الأبدية ... . لكن المسيح أتى ومعه فكرة ثالثة ... . وهى إعادة أخيهم إلى الحياة بعد أربعة أيام من موته !
☺مهما تفتق ذهنك عن أفكار ، سيظل هناك حلاً لم ولن يخطر على بالك ... . لا تحصر نفسك بين خيارين فتخسر الخيار الثالث ... . ذلك الخيار الذى لا يخضع للزمان ولا المكان ... . ولا المنطق البشرى ولا حتى قوانين الطبيعة ... . لا تبقى حبيساً لخياراتك ... . بل انفتح على الله ... . فالإبداع دائماً ما يأتى من خارج الصندوق .