➕كان أحد المهرجين يعمل في سيرك صغير وكان بسيط وظريف المنظر جداً وصادف أن السيرك مر من أمام دير عظيم للرهبان . فثار فضوله إذ لم يكن يعرف شيئا عن الله أو الاديان بشكل عام ، وبدأ يتسائل عمّا يفعله سكان هذا الدير ، فبشروه رهبان الدير وأقنعوه بالبقاء والخدمة فقبل وتعمد
وحاول الرهبان تعليمه الكتاب المقدس والصلاة والامور اللاهوتية لكنه بسيط جداً لم يكن ليستوعب وصاروا ينادونه بالمهرج.
رأى أحد كبار رهبان الدير رؤية للسيدة العذراء ووعدته بزيارة جلية للدير بعد صلاة الصبح
فما كان إلا أن بشر أخوته . وبدأ كل منهم تحضير الكلمات التي سيسلم بها على والدة الاله من أشعار وآيات وتراتيل كل واحد حسب موهبته.
وفي صباح اليوم وبعد الصلاة تجلت السيدة العذراء حاملة الطفل يسوع وهو يبكي وما أن رأوها حتى بدءوا بالدور بالترحيب بها الشاعر بينهم بكلماته العذبة واللاهوتي بأسئلته المحيرة والمرنم بصوته الجميل . ورغم هذا الاحتفال ظل الطفل يسوع يبكي حتى جاء دور الراهب المهرج لم يكن يعرف شيئاً ولم يحضر شيئاً ، فكر كثيراً لكنه لم يخرج بشيء ولو عبارة واحدة ، ظلت السيدة واقفة أمامه والطفل الباكي منتظرين منه الترحيب ، وإذ به يخرج من جيبه ثلاث برتقالات وبدأ يلعب بهما ويفعل حركات بهلوانية وإذ بالطفل يتوقف عن البكاء ثم قالت له السيدة العذراء هاك احمل الطفل قليلاً لأن عملك كان أحلى من كلمات الشعر وأقوى من المعرفة وأجمل من صوت الترانيم .
ومنذ ذاك الحين صار رمزاً لذلك الدير ومثالاً يقتدى به في البساطة!!