عيد تذكار رؤية إصعاد جسد السيدة مريم العذراء إلى السماء

- تحتفل الكنيسة القبطية بتذكار عيد نياحة السيدة العذراء مريم والدة الإله فى يوم 21 طوبة، وتنيحت والدة الإله القديسة السيدة العذراء مريم الدائمة البتولية عندما بلغ عمرها 58 سنة و 8 شهور و 16 يوم.
- يروى التقليد الكنسى حسب أقوال القديس البابا كيرلس الكبير، والبابا ثاوفليس ال 23، وحسب ما ورد فى سنكسار الكنيسة القبطية: فيقول قداسته: أنه بينما كانت والدة الإله ملازمة الصلاة أعلمها الروح القدس أنها ستنتقل من العالم ثم حضر اليها عذارى الزيتون وكذلك جميع الرسل ماعدا توما، الأحياء فقط، وأجتمعوا حولها، ثم جاء السيد المسيح له المجد مع الملائكة وأعلمها بالسعادة التى أعدت لها، ثم بارك الرسل والعذارى، ثم أسلمت روحها بيد ابنها يسوع المسيح، فأصعدها الى المساكن العلوية معه ...وسمعوا أصوات الملائكة تسبح وترتل، وكان هذا اليوم يوافق 21 طوبة، فأخذ روحها الطاهرة للسماء، وأما جسدها الطاهر، فدفنه الرسل>
-
وفيما هم ذاهبون به خرج بعض اليهود لمنع دفنها، وأمسك أحدهم بالتابوت، فأنفصلت يداه من جسمه، وبقيتا معلقتين بالنعش، حتى ندم باكياً بالدموع، وبتوسل الرسل عادت يده إلى جسمه ثانياً.فالرسل بقوا بجوار قبرها، وفى اليوم الثالث أنقطع صوت الملائكة، فرحلوا الرسل من عند القبر.

ولم يكن توما الرسول حاضراً يوم نياحتها، إذ كان يبشر فى الهند، ولكن أراه الرب إصعاد جسدها بعد نياحتها بثلاثة أيام أى فى يوم 24 طوبة، وحينما حضر إلى أورشليم، وقال للرسل أريد أن أرى جسد العذراء مريم فى قبرها، وعندما ذهبوا وفتحوا القبر وجدوه فارغاً، وهنا أوضح لهم معلمنا توما رؤيته لإصعاد جسدها الطاهر بيد ابنها للسماء وترك زنارها له.
"وهنا، سمع التلاميذ صوت من السماء يقول: أن الرب لم يشأ أن يبقى جسدها فى الأرض..
- فصام الرسل لكى يريهم الرب جسدها، وصاموا إلى يوم 16 مسرى، حيث تم الوعد لهم برؤيتها كما رأها توما، - ويقال أن الرب أخذهم وأراهم جسدها فى الفردوس - فأمنوا وصدقوا وبشروا الخبر بين المؤمنيين من شعوب الكرازة بأورشليم.
+ أما الكنيسة الكاثوليكية، فتؤمن بعقيدة الحبل بلا دنس لأنها [حسب أعتقادهم، أنها وُلدت بلا الخطية الأصلية]، وبالتالى العذراء لم تمُت، بل صعدت للسماء بروحها وجسدها.

الأسباب التى تبرر إصعاد جسدها الطاهر، منها:
• رُمز إلى العذراء قديماً بتابوت العهد، وكان يوضع فى قدس الأقداس، ومن مسه غير رئيس الكهنة فموتاً يموت، ولهذا فلا يليق أن يبقى جسدها المقدس الذى حمل المن الحقيقى مدفوناً فى الأرض، فروحها صعدت إلى السماء بيد إبنها وإلهها الحبيب، أما جسدها فأُصعد إلى السماء..
• هل يستحيل على الله شىء، فإذا كان إيليا وأخنوخ سارا مع الله إلى السماء حييين، فهل يترك جسد أمه فى الأرض الذى حمل جمر اللاهوت.
(صوم السيدة العذراء مريم، 22 - 8 - 2012 م).

يجب أن نعرف أن:
- السيد المسيح مات لأجل خلاص البشرية، ولكن هو لم يمت لأنه ينطبق عليه حكم الموت، أما العذراء فماتت لأنها ورثت حكم الموت وفساد البشرية بسبب تعدي جدها آدم.
ولذلك قال معلمنا بولس الرسول، أن فى آدم يموت الجميع ولا إستثناء لأحد حتى لو كانت العذراء مريم نفسها التى ذاقت الموت بسبب نتائج تعدي أبونا آدم: فَإِنَّهُ إِذِ الْمَوْتُ - - - بِإِنْسَانٍ بِإِنْسَانٍ أَيْضاً قِيَامَةُ الأَمْوَاتِ. لأَنَّهُ كَمَا فِي آدَمَ يَمُوتُ الْجَمِيعُ هَكَذَا فِي الْمَسِيحِ سَيُحْيَا الْجَمِيعُ (1كو15: 21، 22).
- يقول أيضاً: أن الموت ملك على جميع البشر من آدم إلى موسى وهى فترة ما قبل نزول الشريعة، وبسبب خطية آدم مات الكثيرون، وبسبب خطية واحد (آدم) صار حكم الموت على جميع الناس (بما فيهم العذراء مريم)، بدون إستثناء، فيقول: لَكِنْ قَدْ مَلَكَ الْمَوْتُ مِنْ آدَمَ إِلَى مُوسَى.. لأَنَّهُ إِنْ كَانَ بِخَطِيَّةِ وَاحِدٍ مَاتَ الْكَثِيرُونَ.. لأَنَّهُ إِنْ كَانَ بِخَطِيَّةِ الْوَاحِدِ قَدْ مَلَكَ الْمَوْتُ بِالْوَاحِدِ (رو5: 14- 17).
- أن إيمان الكنيسة الأولى: بأنّ ابن الله الذي اتّخذ جسدًا من أحشاء مريم العذراء، وصار لها ابنًا حقًّا، وخصّها بشرف البتوليّة الدائمة، أكمل نعمته عليها، فصان جسدها من فساد القبر، ونقله إلى المجد السماوي.
فابن الله صار ابن مريم، وجسد كليهما واحد. وحيث يكون جسد الإبن هناك جسد أمّه أيضاً. وكما أقام الله الآب جسد ابنه ولم يتركه " يَرَى الفَسَاد"، كما قال معلمنا بطرس: اَلَّذِي أَقَامَهُ اللهُ نَاقِضاً أَوْجَاعَ الْمَوْتِ إِذْ لَمْ يَكُنْ مُمْكِناً أَنْ يُمْسَكَ مِنْهُ ... لأَنَّكَ لَنْ تَتْرُكَ نَفْسِي فِي الْهَاوِيَةِ وَلاَ تَدَعَ قُدُّوسَكَ يَرَى فَسَاداً.. فَيَسُوعُ هَذَا أَقَامَهُ اللهُ وَنَحْنُ جَمِيعاً شُهُودٌ لِذَلِكَ (أع 2: 22- 32)،
- كذلك أقام الابن يسوع المسيح جسد أمّه العذراء مريم الدائمة البتولية.

سؤال: هل‏ ‏صعدت‏ العذراء مريم ‏بجسدها‏ ‏كما‏ ‏صعد‏ ‏إيليا‏ ‏وأخنوخ؟
الرد: إ‏صعاد‏ ‏جسد‏ ‏العذراء‏ ‏مريم كان‏ ‏ذلك‏ ‏بعد‏ ‏موتها‏ بثلاثة أيام، أى يوم 24 طوبة، ‏وهنا‏ ‏يختلف‏ ‏أمر‏ ‏هذا‏ ‏الإصعاد‏ ‏عن‏ ‏إصعاد‏ ‏إيليا‏ ‏النبي‏. ‏فإيليا‏ ‏صعد‏ ‏حياً‏ ‏بجسده‏ وروحه ‏إلي‏ ‏السماء‏، ‏كقول الوحى الإلهى: وَفِيمَا هُمَا يَسِيرَانِ وَيَتَكَلَّمَانِ إِذَا مَرْكَبَةٌ مِنْ نَارٍ وَخَيْلٌ مِنْ نَارٍ فَصَلَتْ بَيْنَهُمَا، فَصَعِدَ إِيلِيَّا فِي الْعَاصِفَةِ إِلَى السَّمَاءِ (2‏مل‏ 2: 11)،‏ وكذلك أيضاً أَخْنُوخُ، لَمْ يُوجَدْ،‏ لأَنَّ اللهَ أَخَذَهُ، كقول الوحى الإلهى: وَسَارَ أَخْنُوخُ مَعَ اللهِ وَلَمْ يُوجَدْ لأَنَّ اللهَ أَخَذَهُ (تك‏5: 24)، وقال عنه معلمنا بولس: بِالإِيمَانِ نُقِلَ أَخْنُوخُ لِكَيْ لاَ يَرَى الْمَوْتَ، وَلَمْ يُوجَدْ لأَنَّ اللهَ نَقَلَهُ (عب‏11: 5).